تشريع الخيرة و التكلان
لقد أراد البعض أن يعتبر الاستخارة شكلا من أشكال البدعة و الضلالة، في الوقت الّذي ترسّخ الاعتقاد بالاستخارة عند الكثيرين، من ذوي السرائر الصافية، و أضحت الاستخارة عندهم أحد العبادات التي تقرّبهم من اللّٰه سبحانه و تعالى.فحينما تلتبس الأمور على العبدو يحتار فيها فهو يستخير ربّه، فيجري له تعالى الخيرة، فعند ذلك يقدم العبدعلى ذلك العمل مطمئن القلب.
و نظرا لأهمّية الاستخارة فقد صنّف فيها علماؤنا الأعلام كتبا و رسائل مستقلّة؛ و من أولئك الأجلّة:العيّاشي-صاحب التفسير-، و السيّد ابن طاوس، و العلاّمة المجلسي، و السيّد عبداللّٰه شبّر، و الشيخ سليمان الماحوزي البحراني، و الميرزا الكلباسي الأصفهاني، و الشيخ محمد بن الفيض الكاشاني، و أحمد بن سليمان البصري، و غيرهم.
إضافة إلى ما كتبه العلاّمة المجاهد السيّد عبدالحسين اللاري قدّسسرّه في كتابه الماثل بين يديك-عزيزي القارئ.
العمل في الكتاب
تم الاعتماد في تحقيق هذا الكتاب على طبعتين له، و هما:
1-الطبعة الحجريّة، و المطبوعة في مطبعة المحمّدي ب«شيراز» سنة 1317 ه.
2-الطبعة الحروفيّة، و هي بتحقيق و نشر مؤسّسة الإمام المهديّ عجّل اللّٰه تعالى فرجه الشريف ب«قم» سنة 1411 ه، و المطبوعة في مقدّمة كتاب «الاستخارة» لأبي المعالي الكلباسي الأصفهانيّ، المولود سنة 1247، و المتوفّى سنة 1315 ه.
و أمّا العمل فكان على النحو التالي:
1-مطابقة هاتين الطبعتين فيما بينهما، و نظرا لوجود اختلافات بينهما فقد تم التلفيق بين نصّيهما للخروج بنصّ دقيق متقن قدر الوسع و الإمكان.
2-مطابقة الآيات القرآنية الشريفة مع القرآن الكريم و إثباتها كما هي في القرآن.
3-إرجاع الأحاديث الواردة إلى المصادر الحديثيّة المعتبرة، و إثبات نص متقن قدر الوسع بعد مطابقتها مع المصادر.
4-ما أضيف من المصادر جعل بين[] و أشير لذلك في محلّه.